TURK TUBE

SYSBR

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أبي الحسن الاشعري

مثال ( ولا يسمى اتباعنا للإمام أبي الحسن الأشعري تقليدا)، بل موافقة، إذ أننا لم نتبعه إلا بعد نظرنا في أدلته،
واقتناعنا بها، ولا يكفي أن يقول الإنسان بأنه أشعري حتى يصير أشعريا، بل لا بد أن يطمئن قلبه لأدلته، ويوقن
بها، فكل إنسان يبعث يوم القيامة ويسأل عن اعتقاده الذي اطمأنت به نفسه، لا عن اعتقاد شيخه أو إمامه.

ولنبين الفرق بين المقلد والمعتقد الموافق بمثال: لو جاء تلميذان الأستاذ رياضيات، وسألاه عن ناتج مسألة
معقدة، وأعطاهما الإجابة، فأما أحدهما فأخذها ومضى، وأما الآخر فلم يكتف بها بل أصر على معرفة الأدلة
عليها، وطريقة الوصول لهذه النتيجة، فعرفه الأستاذ ذلك، حتى آمن بالنتيجة إيمانا لا يقبل النقيض، ثم مضى مع
صاحبه الأول فصادفا أستاذ رياضيات آخر، كان قد ذاع صيته في البلاد وبين العباد، فسألاه عن المسألة، وإذا
به يعطيهما نتيجة مناقضة للنتيجة الأولى غفلة!

فأما من اكتفي بأخذ النتيجة الأولى فلا بد أن يتشكك بها، ويشعر أن هذا الأستاذ ذا المكانة العالية في هذا
العلم، من ذاع صيته وشاع لا بد أن يكون أعرف من الأول، فهو يستحق التقليد أكثر من الأول، فيترك النتيجة
الأولى ويأخذ الثانية، وأما من لم يكتف بالتقليد، فإنه سيتحقق في نفسه أن هذا الأستاذ غفل في إجابته، ولن يتأثر
بشهرته ومكانته، لأنه تحقق بالنتيجة الحقة.

وهكذا المعتقد والمقلد، فأما الأول فترد عليه الشبهات الشائعة، فلا يهتز لها، ولا يتأثر بها، وأما المقلد
فسرعان ما ينجرف وراءها تاركا اعتقاده الأول لاغتراره بكثرة التابعين لها، وقوة انتشارها بين الناس.

٢- وقد شاعت في زماننا شبهات كثيرة ضد الدين، وداخلت كثيرا من الناس شكوك في مسائل الاعتقاد؛ لتكثر
مشاربهم، وشياع الأفكار الإلحادية بينهم، فحق على كل مسلم أن يتعلم علم العقائد ليحمي نفسه من مراودة
الشبهات، ومخالجة الشكوك، وإلا هلك مع الهالكين.

وربما قال البعض: الأفضل أن نؤمن إيمان العجائز، ونترك تعلم العقائد، فنقول له: إن كنت تريد أن تؤمن
إيمان العجائز، فعش حياة العجائز، وابتعد عن كل الوسائل التي تنقل لك شبهات العالم الخارجي، وانقطع عن
الناس الذين غذيت عقولهم بالشبهات، فالعجائز اللاتي تمنى بعض العلماء أن يؤمنوا كإيمانهم في الزمن الماضي
كانوا يعيشون حياة صفاء ديني بعيدا عن الشبه، لا كحياتنا اليوم

وأما أن يعيش في المجتمعات التي تموج بالفتن، ثم يقول هذا القول، فهذا مغتر، يوشك أن تصيبه الفتن، فلا
يستطيع أن يدفعها عنه بجهله

على أن ما نقل عن بعض أئمتنا رضوان الله عليهم من ترديدهم هذه العبارة، إنما قصدوا فيها معاني أخرى
بين العلماء مرادهم منها، ولم يريدوا بها ما أراده الناس في زماننا من تفضيل الجهل على العلم

الحقائق الجلية في شرح نظم الخريدة البهية .

عن الكاتب

SYSBR

التعليقات


جميع الحقوق محفوظة

TURK TUBE